الجمعة، 22 مارس 2013

رؤية الله



رؤية الله

أيها الجمال صُبّ في شهقتي نورك العذب..
هكذا يثقل الأكسجين ويشتعل من شرارة الفكرة، فيتعالى في خشب جسدي لهَبُ العسل.
أيتها الشمس أشعلي النور دون إفراطٍ على ماء اللغة، لتشرق الحياةُ في هذه الكلمات، فتنعكسَ أنوارها في معاني الخطوط.

حضورنا ومضة خطٍ خاطفة في بريّة الكون،
فاصدُقيني بسرعة أيتها الشمس البهية: ما الذي يجري هنا؟
كلما ظننت أني عرفتُ شيئاً، انقلبت جهة الأشعار.. مِنَ الفنْ.

أقول للريح الطيبة استمري معي أيتها الحبيبة، لا ترحلي في عرض الأعمار، هيا إلى ميناء الجنة التي سمعنا عنها، تلقفنا أخبارها، تخيلناها، سكنا على عتبة بواباتها السبع، وكنا نحن البوابة الثامنة.
وأنشدني شعراً رائعاً ريثما نصل أيها الحادي الزمنيّ، وامرحي يا نوق الأيام.

صُب لي أيها السحر سحراً في كأسي، ها أنا ذا سحرني الجمال فاعتزلتُ من لا يقولون برؤية الله، غيرت مذهبي الفلسفي والديني من شدة الحسن. حين سمعت روحي تنطق باسمه: الله.

وكلما أصابتني دهشة الحسن في روحي قلت: الله، وفي طرفة عين أشرب في العسل والماء نوراً.

لمحتهُ خالص الجمال في أول شرارة مدهشة، وقلت: الله.

مرئيٌ من الجهتين، رؤيته قائمة في الحد بين العمى والإبصار، في الخيط الذي يختفي خلفه الجبل، في البعد الرابع.
حيث يراه الأعمى والبصير، من يرغب في نطق اسمه، ومن يظنهُ وهماً.

جَمعتُ دهشة الرؤى، صدى الشهقات المفاجئة، حسن انعكاس الجمال العذب في العيون، واستنطقتها فقالت: الله.

رأيت الله في شدة الإعجاب،
في بهجة المصادفات.. الله.
وفي آية الجمال كلما انعكس لها نورٌ في الروح صرَّحت باسمهِ.. الله.

موسيقى يقف لها شعر الجنبين وتسيل على شرفها دمعة.. الله.
العشب الذي يلون حوافّ السواقي..الله.
الانتشاء الساطع في نور النخلة .. الله.
عذوبة الحب ومرارته الصِرف.. الله.
بالأصل في جمال الطبيعة ودهشة الانسان.. الله.

وبعدها صمتٌ وغرق. ذوبانُ روحٍ في سائل الهواء. بحرٌ يصطخب في السماء.. الله.

في صعود الشعر..الله.
في روعة الفن..الله.
في عري الحقيقة..
في الله.. الله.

في الراحة.. الله،
وفي الألم.. يا الله.

رأيت الله وأنا ممسك بالفصل الأول من كيف تكلم زرادشت،
رأيته وهو حي لم يمت،
يحاول الإنسان اغتياله لكنه حيٌّ لا يموت.

وأنتم أيضاً رأيتم الله حياً.. سمعتكم تردّدون اسمَهُ كشمس تبريز خلف عسل الجمال.. الله.. الله.

أقول الله وتذوب روحي في صمت.. الله.