الأربعاء، 19 أبريل 2017

خمسمائة عام

اللوحة للسنغالي عمر فيكتور ديوب


خمسمائة عام 
يكبر وينزف
جرحنا الشرقي
يسيل
عبر أجساد الأجيال
وجُنوبِ الأوطان.

جثثُ قصائدَ نَضِرة
بين أنقاض الحروب
وسط الدمار
أنينُ قصائدَ محطمة الأضلاع
صمتُ أبياتٍ رضيعة
قطع شعرية
عجائز ونساء وصبية وشباب
قتلى على الدروب الشرقية.

قصائد أحلام
تناور النيران الغربية
تعيش في عالم السر
بانتظار من يفتح لها 
باب الدكان الذي اختبأت فيه
و يزيح الجدار المهدم

خمسمائة سنة 
أيامها قصائد حية
آلام وأنين 
أوجاع أمراضٍ مشرقية 
أمهات ثكلى
لمقتل أبنائهن اليومي.

حشرجات قصائد 
أطلقتها حلوق ميتة
من حرارة الشعور 
غضةً وليدةَ اللحظة
قيلت واندثرت في عجلة الأشياء.

الشعر الحي
نور يقاوم الدمار والفناء
يحارب جيوش الموت
في سبيل الحياة.

خمسة قرون 
ركام صراخٍ مُعتق
أوجاع حرّاقة
عوالم مدمرة
طرق مهجورة
قسوة شيطانية وعنف
استفزازات شنيعة
اشتعال أطرافٍ
شايط أجساد
أوطانٌ ضيعها السلب
عرقُ أجدادٍ مغتصب
عقود بيعٍ متمزقة
معاهداتٌ سرية
للنهب والسرقة 
ألاعيب سياسية قذرة
لقهر روح الشعوب
واستعباد البلدان.

فرحٌ مقطوع الطريق، تحيات تفاهم صباحية بائدة، قهوة ضحوات ورمسات مندحقة، غشمرة دلّالين مضمحلة 
وسخريات باعة متلاشية

بضائع طافية 
على بحر الضياع
قوافل وسفن تائهة 
هاجمها القطاع والقراصنة
هدايا قديمة مبعوثة 
من مدنٍ لأخواتها 
على بعد آلاف الأميال.

أثمانٌ مفقودة في بال القتلى 
أسفارٌ ومخططاتٌ موؤدة 
أعمال ومغامرات وتجارات وأهوال ومخاطرات
مهدرة
أسواقٌ مُغبرَّة
وقوداً للجشع والأطماع.

دارت الأرض على الشمس خمسمائة مرة
كأنما لآخر مرة
بشذى اللبان والعود والثياب القطنية والأصباغ والتمر والعنبر والمسك والليمون المجفف
البضائع تحولت الى قصائد 
الناسُ صاروا أشعاراً
تلقي الأمواج 
ونسائمُ الصباح
مقاطعها 
على رماد اضرحةٍ مجهولةٍ 
تحيةً للشهادات القائمة

في سبيل الحياة.