الأحد، 26 يوليو 2015

بوابات الحياة


بوابات الحياة

على ضفاف الأودية التي نظم عليها شعراء بلادي قصائدهم
أسير،
وافكر فيكِ،
من وراء ما تبثه الروح من أنغام،
وما يبتكره الفكر من صوَر
تتفتح الأمكنة كزهورٍ برية.

سأتسلق إلى ورد الغيم،
وأسأله برقة ان اقطف باقةً بيضاء لنفسي،
ها قد بدأ قلبكِ يزهر هو الآخر،
وجهك يكبرُ ويتفتح،
لأن جذور روحك بلغت عميقاً في باطن الأرض وعثرت على الماء.

سأتدفق 
كلما تدفقت زادت غزارتي،
لأن زمني كان بين ملتقى الأودية والبحر،
وامكنتي كانت في اعماق ضفاف وظلال نخيل وسدر وسمر،
وحين تمطر يتفتح ما خبأته الريح في جسدي من بذور.

آه يا ارضي،
اعود واتطهر بمرآك،
من درجات اخضرارك ورمالك وجبالك وبحارك
اخذت لون عيوني.

جسدي ذاهلٌ الآن،
والحصى عيون،
شياه قصائدي الرملية 
ونوق أشعاري
وأبقار كتبي 
مغيّبات ترعى العشب في سهول لامتناهية.

من بعيد أرى
نخيل بساتيننا تلوّح لي،
فيما بعض شعرها يعلق في الغيوم.

من جهة أنا وهي مجردُ تناسخٍ طبيعي،
من مليون سنة،
ومن جهة أخرى، في وجداننا، 
لم يحدث هذا من قبل ابداً في تاريخ الكون.

ها يتفتح كتاب الاشراقات المجيد،
جبالُ الحجر العظيمة تحمل على اكتافها الضوء،
وتستحم في شمسٍ أبدية.

في افتتان الكائن بجماله رأيتك أيتها الحياة،
بوابات سعادة مشرعة،
فمن الذي اصطادك أيتها الكائنات 

واغلق في عينيك تلك البوابات؟