الثلاثاء، 13 ديسمبر 2016

الإسم مجدداً.. بيان شخصي

بيان شخصي حول الإسم

لوحة الخطاط مسعد خضير البورسعيدي

جرى تنبيهي مؤخراً من أخوة كرام أفاضل إلى الخطأ اللغوي الذي أرتكبه باستمرار، وذلك في مسألة مركزية شخصياً هي الإسم، أو الإسم الأدبي كما يطلق عليه، وبالتفكير في كلامهم وجدته صحيحاً وكان علي أن أتبع الصواب ما دمت عرفته.
تتلخص المسألة في أن الأسماء في اللغة العربية لها قاعدة لا تتفق مع ما درجت عليه العادة الصحفية الشائعة مؤخرا: فلان فلان، ولا أدري بالتأكيد إن كانت عادة مستجلبة من اللغات الأوروبية التي درجت العادة فيها على ذلك في الأسماء الأوروبية، أما في الأسماء العربية فإن القاعدة هي : فلان/ة (بن، ابن، بنت، ابنة) فلان، وهي قاعدة قديمة، وقمنا نحن المعاصرين بإسقاط البنوة، ولا أدري لماذا بالضبط، ويمكن التخمين بالنزعات النفسية هنا، وهي في كل حال مسألة لم أفكر فيها في حينها، ولعلها نوع من سم الأسماء كما كتبنا مرة.

وليكن اسمي مثالاً (إبراهيم سعيد) والذي يبدو وفق قواعد اللغة العربية بهذا الشكل جملة إسمية من مبتدأ وخبر، يكون فيها الإسم مبتدأ والذي يليه خبراً لهُ، هكذا نلاحظ في نطقنا لمثل هذه الأسماء أننا نُسكِّن آخره ولا نُعربه، ولو أعربناه لرفعنا الاسمين كما في الجُمل الإسمية، وفي الحقيقة ليس مراد الجملة الإخبار عن حال المبتدأ، أنه سعيد كما في المثال، بل التعريف، ولذلك نلاحظ الفرق حين نضع (بن) بينهما: (إبراهيم بن سعيد) سواءً من ناحية الإعراب والتشكيل أو من ناحية ضبط المعنى المراد.
بل وحتى في الدارجة نجد الأسماء مفصولة ومعطوفة بين اسم الابن/ة والأب ب(ولد، ود، د، بن، ب، بنت، بت، ت) تأكيداً على التزامها بنفس القاعدة اللغوية. 
وإني أذكر هنا أن الروائي الراحل علي المعمري كان قد اخبرني مرة برغبته لو يكتب اسمه: علي بهلال وكان ضرب مثلاً بالمغاربة الذين يدرج معهم الصاق (بنـ) باسم الأب ليظهر كاسم واحد كما نجدها في اسماء بنشقرون، بنشمسي، بنجلون، بنكراد، بنميلود مثلاً، وللإضافة يبدو أن ارتباط المغاربة بالتسمية بالإبن أقدم من ذلك ولها جذورها الأندلسية المغاربية كما نجدها في أسماء أقدم مثل: ابن زيدون، ابن حزم، ابن رشد، ابن عربي، ابن الخطيب، ابن عمار ..الخ

هكذا يبدو أن علي أن أشرب مجدداً هذا الشراب وأن أعدل اسمي مجدداً ليتوافق هذه المرة مع قواعد اللغة.

أنقل هذا هنا للفائدة العامة وقد لاحظت مؤخراً كثرة الأسماء العمانية التي تنهج هذا النهج فأحببت إطلاعكم على ما لم أنتبه له من قبل، وللجميع مطلق الحرية في تبني ما يشاؤونه من صيغ، وقد درج في اللغة الصحفية خاصة وشاع استخدام الأسماء بلا (بنوة) باعتبار دلالات أخرى ورموز تكفي من وجهة نظر أخرى للتعريف والتمييز، وإني أحترم ذلك، وكنت أمارسه لكن بدون وعي، واليوم أميل للاستماع شاكراً للنصيحة التي أسديت لي واتباعها، مهما يكن الأمر، وإني أشكر من أهدى إليَّ عيوبي.. معتذراً في الوقت نفسه عن كل سوء فهم سببته بغير قصد..

إبراهيم بن سعيد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق